سورة البقرة - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا} يعني هؤلاء المنافقين إذا لقوا المهاجرين والأنصار {قَالُوا آمَنَّا} كإيمانكم {وَإِذَا خَلَوْا} رجعوا. ويجوز أن يكون من الخلوة {إِلَى} بمعنى الباء أي بشياطينهم وقيل: إلى بمعنى مع كما قال الله تعالى: {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم} [2- النساء] أي مع أموالكم {شياطينهم} أي رؤسائهم وكهنتهم قال ابن عباس رضي الله عنهما: وهم خمسة نفر من اليهود كعب بن الأشرف بالمدينة وأبو بردة في بني أسلم وعبد الدار في جهينة، وعوف بن عامر في بني أسد، وعبد الله بن السوداء بالشام. ولا يكون كاهن إلا ومعه شيطان تابع له.
والشيطان: المتمرد العاتي من الجن والإنس ومن كل شيء وأصله البعد، يقال بئر شطون أي: بعيدة العمق. سمي الشيطان شيطانا لامتداده في الشر وبعده من الخير. وقال مجاهد: إلى أصحابهم من المنافقين والمشركين {قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} أي: على دينكم {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} بمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بما نظهر من الإسلام.
قرأ أبو جعفر مستهزؤن ويستهزؤن وقل استهزوا وليطفوا وليواطوا ويستنبونك وخاطين وخاطون ومتكن ومتكون فمالون والمنشون بترك الهمزة فيهن.
{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} أي يجازيهم جزاء استهزائهم سمي الجزاء باسمه لأنه في مقابلته كما قال الله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} [40- الشورى] قال ابن عباس: هو أن يفتح لهم باب من الجنة فإذا انتهوا إليه سد عنهم، وردوا إلى النار وقيل هو أن يضرب للمؤمنين نور يمشون على الصراط فإذا وصل المنافقون إليه حيل بينهم وبين المؤمنين كما قال الله تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} [54- سبأ] قال الله تعالى: {فضرب بينهم بسور له باب} الآية [13- الحديد] وقال الحسن معناه الله يظهر المؤمنين على نفاقهم {وَيَمُدُّهُم} يتركهم ويمهلهم والمد والإمداد واحد، وأصله الزيادة إلا أن المد أكثر ما يأتي في الشر والإمداد في الخير قال الله تعالى في المد: {ونمد له من العذاب مدا} [79- مريم] وقال في الإمداد: {وأمددناكم بأموال وبنين} [6- الإسراء] {وأمددناهم بفاكهة} [22- الطور] {فِي طُغْيَانِهِمْ} أي في ضلالتهم وأصله مجاوزة الحد. ومنه طغى الماء {يَعْمَهُونَ} أي يترددون في الضلالة متحيرين.
{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى} أي استبدلوا الكفر بالإيمان {فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ} أي ما ربحوا في تجارتهم أضاف الربح إلى التجارة لأن الربح يكون فيها كما تقول العرب: ربح بيعك وخسرت صفقتك {وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} الضلالة، وقيل مصيبين في تجارتهم {مَثَلُهُم} شبههم، وقيل: صفتهم. والمثل: قول سائر في عرف الناس يعرف به معنى الشيء وهو أحد أقسام القرآن السبعة {كَمَثَلِ الَّذِي} يعني الذين بدليل سياق الآية. ونظيره {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون} [33- الزمر] {اسْتَوْقَد} أوقد {نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ} النار {مَا حَوْلَهُ} أي حول المستوقد. وأضاء: لازم ومتعد يقال أضاء الشيء بنفسه وأضاءه غيره وهو هاهنا متعد {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ} قال ابن عباس وقتادة ومقاتل والضحاك والسدي نزلت في المنافقين.
يقول: مثلهم في نفاقهم كمثل رجل أوقد نارا في ليلة مظلمة في مفازة فاستدفأ ورأى ما حوله فاتقى مما يخاف فبينا هو كذلك إذا طفيت ناره فبقي في ظلمة طائفا متحيرا فكذلك المنافقون بإظهار كلمة الإيمان أمنوا على أموالهم وأولادهم وناكحوا المؤمنين ووارثوهم وقاسموهم الغنائم فذلك نورهم فإذا ماتوا عادوا إلى الظلمة والخوف. وقيل: ذهاب نورهم في القبر. وقيل: في القيامة حيث يقولون للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم. وقيل: ذهاب نورهم بإظهار عقيدتهم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم فضرب النار مثلا ثم لم يقل أطفأ الله نارهم لكن عبر بإذهاب النور عنه لأن النور نور وحرارة فيذهب نورهم وتبقى الحرارة عليهم. وقال مجاهد: إضاءة النار إقبالهم إلى المسلمين والهدى وذهاب نورهم إقبالهم إلى المشركين والضلالة وقال عطاء ومحمد بن كعب: نزلت في اليهود. وانتظارهم خروج النبي صلى الله عليه وسلم واستفتاحهم به على مشركي العرب فلما خرج كفروا به ثم وصفهم الله فقال: {صُم} أي هم صم عن الحق لا يقبلونه وإذا لم يقبلوا فكأنهم لم يسمعوا {بُكْم} خرس عن الحق لا يقولونه أو أنهم لما أبطنوا خلاف ما أظهروا فكأنهم لم ينطقوا بالحق {عُمْيٌ} أي لا بصائر لهم ومن لا بصيرة له كمن لا بصر له {فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ} عن الضلالة إلى الحق.


{أَوْ كَصَيِّبٍ} أي كأصحاب صيب وهذا مثل آخر ضربه الله تعالى للمنافقين بمعنى آخر إن شئت مثلهم بالمستوقد وإن شئت بأهل الصيب وقيل أو بمعنى الواو يريد وكصيب كقوله تعالى: {أو يزيدون} بمعنى ويزيدون والصيب المطر وكل ما نزل من الأعلى إلى الأسفل فهو صيب =فعيل من صاب يصوب أي نزل من السماء أي من السحاب قيل هي السماء بعينها والسماء كل ما علاك فأظلك وهي من أسماء الأجناس يكون واحدا وجمعا {فِيهِ} أي في الصيب وقيل في السماء أي من السحاب ولذلك ذكره وقيل السماء يذكر ويؤنث قال الله تعالى: {السماء منفطر به} [18- المزمل] وقال: {إذا السماء انفطرت} [1- الانفطار] {ظُلُمَاتٌ} جمع ظلمة {وَرَعْدٌ} الصوت الذي يسمع من السحاب {وَبَرْق} النار التي تخرج منه.
قال علي وابن عباس وأكثر المفسرين رضي الله عنهم: الرعد اسم ملك يسوق السحاب والبرق لمعان سوط من نور يزجر به الملك السحاب. وقيل الصوت زجر السحاب وقيل تسبيح الملك. وقيل الرعد نطق الملك والبرق ضحكه. وقال مجاهد الرعد اسم الملك ويقال لصوته أيضا رعد والبرق مصع ملك يسوق السحاب وقال شهر بن حوشب: الرعد ملك يزجي السحاب فإذا تبددت ضمها فإذا اشتد غضبه طارت من فيه النار فهي الصواعق، وقيل الرعد صوت انحراف الريح بين السحاب والأول أصح.
{يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ} جمع صاعقة وهي الصيحة التي يموت من يسمعها أو يغشى عليه. ويقال لكل عذاب مهلك: صاعقة، وقيل الصاعقة قطعة عذاب ينزلها الله تعالى على من يشاء.
روي عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: «اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك».
قوله: {حَذَرَ الْمَوْتِ} أي مخافة الهلاك {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} أي عالم بهم وقيل جامعهم. وقال مجاهد: يجمعهم فيعذبهم. وقيلك مهلكهم، دليله قوله تعالى: {إلا أن يحاط بكم} [66- يوسف] أي تهلكوا جميعا. ويميل أبو عمرو والكسائي الكافرين في محل النصب والخفض ولا يميلان: {أول كافر به} [41- البقرة].
{يَكَادُ الْبَرْقُ} أي يقرب، يقال: كاد يفعل إذا قرب ولم يفعل {يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} يختلسها والخطف استلاب بسرعة {كُلَّمَا} حرف جملة ضم إلى ما الجزاء فصار أداة للتكرار ومعناهما متى ما {أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا} أي وقفوا متحيرين، فالله تعالى شبههم في كفرهم ونفاقهم بقوم كانوا في مفازة في ليلة مظلمة أصابهم مطر فيه ظلمات من صفتها أن الساري {لا يمكنه} المشي فيها، ورعد من صفته أن يضم السامعون أصابعهم إلى آذانهم من هوله، وبرق من صفته أن يقرب من أن يخطف أبصارهم ويعميها من شدة توقده، فهذا مثل ضربه الله للقرآن وصنيع الكافرين والمنافقين معه، فالمطر القرآن لأنه حياة الجنان كما أن المطر حياة الأبدان، والظلمات ما في القرآن من ذكر الكفر والشرك، والرعد ما خوفوا به من الوعيد، وذكر النار والبرق ما فيه من الهدى والبيان والوعد وذكر الجنة.
والكافرون يسدون آذانهم عند قراءة القرآن مخافة ميل القلب إليه لأن الإيمان عندهم كفر والكفر موت {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} أي القرآن يبهر قلوبهم. وقيل هذا مثل ضربه الله للإسلام فالمطر الإسلام والظلمات ما فيه من البلاء والمحن، والرعد: ما فيه من الوعيد والمخاوف في الآخرة، والبرق ما فيه من الوعد والوعيد {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} يعني أن المنافقين إذا رأوا في الإسلام بلاء وشدة هربوا حذرا من الهلاك {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} جامعهم يعني لا ينفعهم هربهم لأن الله تعالى من ورائهم يجمعهم فيعذبهم. يكاد البرق يعني دلائل الإسلام تزعجهم إلى النظر لولا ما سبق لهم من الشقاوة.
{كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} يعني أن المنافقين إذا أظهروا كلمة الإيمان آمنوا فإذا ماتوا عادوا إلى الظلمة. وقيل معناه كلما نالوا غنيمة وراحة في الإسلام ثبتوا وقالوا إنا معكم {وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ} يعني رأوا شدة وبلاء تأخروا وقاموا أي وقفوا كما قال الله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} [11- الحج] {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ} أي بأسماعهم {وَأَبْصَارِهِم} الظاهرة كما ذهب بأسماعهم وأبصارهم الباطنة، وقيل لذهب بما استفادوا من العز والأمان الذي لهم بمنزلة السمع والبصر. {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} قادر. قرأ عامر وحمزة شاء وجاء حيث كان بالإمالة.


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} قال ابن عباس رضي الله عنهما: يا أيها الناس خطاب أهل مكة، ويا أيها الذين آمنوا خطاب أهل المدينة وهو هاهنا عام إلا من حيث إنه لا يدخله الصغار والمجانين.
{اعْبُدُوا} وحدوا. قال ابن عباس رضي الله عنهما: كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناها التوحيد {رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} والخلق: اختراع الشيء على غير مثال سبق {وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} أي وخلق الذين من قبلكم {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} لكي تنجوا من العذاب وقيل معناه كونوا على رجاء التقوى بأن تصيروا في ستر ووقاية من عذاب الله، وحكم الله من ورائكم يفعل ما يشاء كما قال: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} [44- طه] أي ادعواه إلى الحق وكونا على رجاء التذكر، وحكم الله من ورائه يفعل ما يشاء، قال سيبويه: لعل وعسى حرفا ترج وهما من الله واجب.
{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِرَاشًا} أي بساطا وقيل مناما وقيل وطاء أي ذللها ولم يجعلها حزنة لا يمكن القرار عليها قال البخاري: حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله رضي قال: سألت رسول الله عليه وسلم: أي ذنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك» قلت: إن ذلك عظيم. ثم أي؟ قال: «أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك». قلت: ثم أي قال: «أن تزاني حليلة جارك» والجعل هاهنا بمعنى الخلق {وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} وسقفا مرفوعا. {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ} أي من السحاب {مَاءً} المطر {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ} ألوان الثمرات وأنواع النبات {رِزْقًا لَكُمْ} طعاما لكم وعلفا لدوابكم {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} أي أمثالا تعبدونهم كعبادة الله. قال أبو عبيدة: الند الضد وهو من الأضداد والله تعالى بريء من المثل والضد. {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنه واحد خالق هذه الأشياء.
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ} أي {وإن} كنتم في شك، لأن الله تعالى علم أنهم شاكون {مِمَّا نَزَّلْنَا} يعني القرآن {عَلَى عَبْدِنَا} محمد {فَأْتُوا} أمر تعجيز {بِسُورَةٍ} والسورة قطعة من القرآن معلومة الأول والآخر من أسأرت أي أفضلت، حذفت الهمزة، وقيل: السورة اسم للمنزلة الرفيعة ومنه سور البناء لارتفاعه سميت سورة لأن القارئ ينال بقراءتها منزلة رفيعة حتى يستكمل المنازل باستكماله سور القرآن {مِنْ مِثْلِهِ} أي مثل القرآن ومن صلة، كقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [30- النور] وقيل: الهاء في مثله راجعة إلى محمد صلى الله عليه وسلم يعني: من مثل محمد صلى الله عليه وسلم أمي لا يحسن الخط والكتابة قال محمود هاهنا من مثله دون سائر السور، لأن من للتبعيض وهذه السورة أول القرآن بعد الفاتحة فأدخل من ليعلم أن التحدي واقع على جميع سور القرآن، ولو أدخل من في سائر السور كان التحدي واقعا على جميع سور القرآن، ولو أدخل في سائر السور كان التحدي واقعا على بعض السور.
{وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ} أي واستعينوا بآلهتكم التي تعبدونها {مِنْ دُونِ اللَّهِ} وقال مجاهد: ناسا يشهدون لكم {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أن محمدا صلى الله عليه وسلم يقوله من تلقاء نفسه فلما تحداهم عجزوا.
فقال: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} فيما مضى {وَلَنْ تَفْعَلُوا} أبدا فيما بقي. وإنما قال ذلك لبيان الإعجاز وأن القرآن كان معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث عجزوا عن الإتيان بمثله. {فَاتَّقُوا النَّارَ} أي فآمنوا واتقوا بالإيمان النار. {الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} قال ابن عباس وأكثر المفسرين يعني حجارة الكبريت لأنها أكثر التهابا، وقيل: جميع الحجارة وهو دليل على عظمة تلك النار وقيل: أراد بها الأصنام لأن أكثر أصنامهم كانت منحوتة من الحجارة كما قال: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} [98- الأنبياء] {أُعِدَّت} هيئت {لِلْكَافِرِينَ}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8